منوعات

إصرار عربي على عضوية فلسطين بالأمم المتحدة فى مواجهة «فيتو أمريكا» – تحقيقات وملفات

إصرار مصرى وعربى بدا أنه غير مسبوق، على الدفع باتجاه الاعتراف الكامل بفلسطين عضواً كامل العضوية فى الأمم المتحدة، رغم الاعتراضات الأمريكية.

وقد تبدى هذا الإصرار، سواء خلال التحضير لمشروع القرار العربى لمجلس الأمن مؤخراً بقبول العضوية الكاملة لفلسطين فى المنظمة الدولية، أو أثناء عرض القرار، وحتى بعد الفيتو الأمريكى ضده، وسط إشارات وتأكيدات على أن القصة لم تنتهِ حلقاتها بعد.

الدول العربية رفضت الضغوط الأمريكية لسحب مشروع التصويت على «العضوية»

فخلال الإعداد والتجهيز لطرح القرار على مجلس الأمن، كشفت تقارير عن رفض عربى للضغوط الأمريكية الهادفة لسحب مشروع القرار وعدم طرحه للتصويت.

وحسبما نقل موقع «أكسيوس الإخبارى الأمريكى» عن مصادر فلسطينية وأمريكية وإسرائيلية، فقد رفض الرئيس الفلسطينى محمود عباس الضغوط والطلبات المتكرّرة من إدارة الرئيس جو بايدن، للتراجع عن طلب التصويت على قرار يمنح فلسطين صفة العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة.

وكانت مندوبة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة قد استبقت التصويت على القرار، قائلة «إنها لا ترى أن العضوية الكاملة لفلسطين فى الأمم المتحدة ستُساعد على التوصل إلى حل الدولتين للصراع الفلسطينى – الإسرائيلى»، وهو ما قابلته الرئاسة الفلسطينية ببيان رسمى تستنكر فيه هذه التصريحات، مؤكدة أنها لا ترقى إلى المواقف الأمريكية التى تتحدّث عن حل الدولتين وإقامة سلام عادل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية.

«أبوردينة»: استقرار فلسطين هو المدخل الوحيد لاستقرار المنطقة والعالم

وقال الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، إن استقرار فلسطين هو المدخل الوحيد الذى يؤدى إلى استقرار المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن دولة فلسطين حصلت على العضوية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة مراقب عام 2012 وبأغلبية ساحقة.

ومن حقنا الحصول على العضوية الكاملة، ودون ذلك ستبقى شرعية إسرائيل نفسها مشكوكا فيها، وذلك لعدم تنفيذها القرارين 181 و194، اللذين اشترطا حصول إسرائيل على العضوية فى الأمم المتحدة بقبولها تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بوجود دولة عربية، ولم تنفّذ ما تعهدت به حتى الآن.

وأكد «أبوردينة» أن «السلام لن يكون بأى ثمن، فإما الأمن والسلام للجميع، أو لا أمن ولا سلام لأحد، كما أن تجسيد إقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والازدهار وإنهاء الحروب المستمرة، التى تعانيها المنطقة منذ أكثر من مائة عام».

وفى تأكيد على الرّفض العربى للضغوط الأمريكية المعارضة لمشروع القرار، أصدرت المجموعة العربية فى الأمم المتحدة، بياناً أعربت فيه عن دعمها الثابت لطلب دولة فلسطين العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة. وقالت: «هذه خطوة طال انتظارها، وكان ينبغى اتخاذ ذلك، ليس فقط منذ عام 2011، بل منذ عام 1948».

وشدّدت المجموعة العربية، فى بيانها، على أن «العضوية فى الأمم المتحدة خطوة حاسمة فى الاتجاه الصحيح نحو تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، بما يتماشى مع القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».

وقالت: «لقد حان الوقت لأن يتم تمكين الشعب الفلسطينى بشكل كامل لممارسة حقوقه المشروعة كاملة على المستوى العالمى، وهى خطوة مهمة نحو تعزيز حقوق الشعب الفلسطينى وإنجاز الإجماع الدولى على حل الدولتين على خطوط الرابع من يونيو عام 1967».

وأضافت: إن إنكار مكانة فلسطين المستحقة بين مجتمع الأمم المتحدة استمر فترة طويلة، لقد حان الوقت لتصحيح هذا الخطأ التاريخى وإعمال حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرّف فى تقرير المصير والسيادة وإقامة الدولة.

وعندما جاء «الفيتو الأمريكى» يوم 18 أبريل الماضى، كما توقّع معظم المراقبين والمحلّلين، لم يكن ذلك نهاية المطاف، إذا أصدرت عدة دول ذات ثقل، بينها مصر والسعودية والأردن، بيانات إدانة للفيتو الأمريكى، وتأكيد على إصرارها على مطلب الاعتراف بالعضوية الكاملة للدولة الفلسطينية.

وأعربت مصر، فى بيان صادر عن خارجيتها، عن أسفها البالغ إثر عجز مجلس الأمن، على خلفية استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، عن إصدار قرار يُمكّن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، وذلك فى توقيت حرج تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق يُحتّم على الدول تحمّل مسئوليتها التاريخية باتخاذ موقف داعم للحقوق الفلسطينية وخلق أفق سياسى حقيقى لإعادة إطلاق عملية السلام، بهدف التسوية النهائية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وأكدت مصر أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقرار عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة هو حق أصيل للشعب الفلسطينى الذى عانى من الاحتلال الإسرائيلى على مدار أكثر من ٧٠ عاماً، وخطوة مهمة على مسار تنفيذ أحكام القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية المُتعارَف عليها لإرساء حل الدولتين، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة وغير القابلة للتصرّف، مؤكدة حتمية تمكين الشعب الفلسطينى بصورة كاملة من ممارسة جميع حقوقه الشرعية.

وطالبت «القاهرة» الأطراف الدولية الداعمة للسلام بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتعامل بالمسئولية المطلوبة مع الظرف الراهن لإعادة الأمل فى إحياء عملية السلام على أسس جادة تُفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة ومتصلة الأراضى، على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش فى سلام، جنباً إلى جنب مع إسرائيل.

«محسب»: مصر بالتعاون مع الدول العربية لن تتهاون فى الضغط لتكوين رأى عام داعم لحق الشعب الفلسطيني

من ناحيته، يقول الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن الاعتراف بعضوية فلسطين فى الأمم المتحدة هو استحقاق دولى يتوافق مع مبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة وميثاق حقوق الإنسان، وفى مقدمة هذه الحقوق الحق فى تقرير المصير.

ولفت إلى أن العقود الماضية شهدت جولات كثيرة من التفاوض مع إسرائيل لم يكن لها أى جدوى، ومع اندلاع حرب الإبادة التى يمارسها الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى، وحالة التوتر التى شهدها الشرق الأوسط، أصبح هناك يقين لدى جميع الأطراف بأن استقرار الشرق الأوسط لن يتحقّق إلا بحل جذرى للقضية الفلسطينية، بتطبيق حل الدولتين وإعلان إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، يتمتّع فيها الشعب الفلسطينى بحقوقه كاملة.

وأشار «محسب» إلى أن الاعتراف الدولى بدولة فلسطين سيتم ترجمته إلى اعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره بحرية تامة، وباختيار نظامه السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى، وتثبيت شخصيته القانونية عن طريق مؤسساته الشرعية والدستورية، كما نصّت مبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.

كما يعبّر طلب الاعتراف عن الالتزام الفلسطينى بمبادئ الحق والعدل والعمل على تعزيز علاقات الشعب الفلسطينى الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولى.

وعن دلالة الإصرار المصرى والعربى على مواصلة جهود دعوة مزيد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى بعد الفيتو الأمريكى، قال «محسب»: «بالتأكيد كل إنسان حر فى هذا العالم شعر بحالة من الخذلان نتيجة عجز المجتمع الدولى عن إصدار هذا القرار الذى يمثل طوق النجاة لهذا الشعب الذى يتعرّض للإبادة فى كل لحظة فى ظل صمت عالمى غير مسبوق، ومصر هى أحد أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، وتتمسك بشدة بحل الدولتين، باعتباره الوسيلة الوحيدة للحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط، ووسيلة للتعايش الآمن، ومن ثم فمصر كانت تنتظر تفاعلاً أكثر إيجابية من جانب مجلس الأمن ودول العالم الحُر».

وتوقع وكيل لجنة الشئون العربية «استمرار هذا الإصرار والمساعى العربية داخل الأمم المتحدة وخارجها لإقناع مختلف دول العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعضويتها الكاملة فى الأمم المتحدة، قائلاً: بالتأكيد.. لا يضيع حق وراءه مطالب، ومصر بالتعاون مع الدول العربية لن تتهاون فى الضغط والسعى نحو تكوين رأى عام مؤيّد وداعم لحق الشعب الفلسطينى فى أن يعيش داخل حدود دولته المستقلة، وأن يتمتّع بكامل حقوقه المشروعة كباقى شعوب العالم، لذلك فمن المتوقع أن تكون هناك جولات جديدة للاعتراف بعضوية فلسطين فى الأمم المتحدة.


الخبر الاصلي تجدة علي موقع اليوم السابع وقد قام فريق التحرير بنقل الخبر كما هو او ربما تم التعديل علية وجب التنوية عن مصدر الخبر احترما باعدة الحقوق الاصلية لنشر لاصحابها وموقع المنصة الاخبارية لن يتسني لة التحقق من جميع الاخبار المنشورة والمسؤلية تقع علي عاتق ناشريها بالموقع المشار الية سلفا وهو موقع اليوم السابع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى