منوعات

الحلم تحت القصف.. فلسطيني يحصل على الماجستير رغم الحرب: نحب الحياة – منوعات

لم يمنعه القصف الإسرائيلي وتدمير جامعاته من الوقوف حائلا أمام حلمه لمناقشة رسالة الماجستير الخاصة به، ورغم قلة الإمكانيات والدمار المحيط به من كل مكان وانقطاع الكهرباء إلا أن طالب الدراسات العليا صلاح محمد العايدي، والمتخصص في مجال إدارة الأعمال بجامعة الأزهر في غزة، تمكن من توفير مكان في مدينة رفح الفلسطينية لمناقشة الرسالة الخاصة به وسط دوي أصوات القصف والدمار بما تيّسر له من إمكانات.

مناقشة ماجستير داخل خيم النزوح

طالب الدراسات العليا البالغ من العمر 33 عامًا يروي في تصريحات خاصة لـ«الوطن» الظروف الصعبة التي أحاطت بعملية مناقشة رسالة الماجستير، إذ كان الشاب الثلاثيني على مشارف إنهاء الرسالة قبل أحداث السابع من أكتوبر في غزة، وبعد الدمار الذي حل بالبلاد جرّاء الحرب وانهيار النظام الأكاديمي والمباني، تمكّن اليأس منه، وفقد الأمل في إنهاء حلم الماجستير بعد رحلة طويلة استمرت نحو ثلاثة سنوات: «أنا كنت تقريبًا الأول على الدفعة في مرحلة البكالوريوس والماجستير، فبدأت التداول مع المشرف أنّه كيف نكمل المسيرة التعليمية ونساعد الطلاب، وكان فيه توجّه من قِبل جامعة الأزهر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم أننا نشوف الطلاب إذا في إمكانيات متاحة لإنهاء رسائلهم وبأقل الإمكانيات أننا نناقشهم».

كان طالب الدراسات العليا على أتمّ الاستعداد لمناقشة الرسالة، إلا أنّ العقوبات كانت تحاوطه من كل مكان، بدءًا من عدم توافر الكهرباء لشحن جهاز اللابتوب واضطراره إلى التنقل لمسجد أو مدرسة للحصول على كهرباء، وأيضًا عدم توافر الإنترنت لإتمام عملية البحث والحصول على المصادر والمراجع، فضلًا عن صعوبة عملية الطباعة وعدم توافر الورق، إلا أنّ «العايدي» نجح في مناقشة الرسالة بأقل الإمكانيات: «قدرت أوفر مكان بسيط عبارة عن غرفة 3*3 وجبت شوية كراسي وطاولات وظبطتهم، واللي ساعدني إن المشرف والمناقش الداخلي والخارجي كانوا نازحين معي في مدينة رفح، ولكن كان المشرف التاني في منطقة الزوائد فكان صعب التنقل بين المحافظات في الوقت الحالي، فـ انضم لينا عن طريق تطبيق الزووم، وحضر معانا رئيس الجامعة وعميد الدراسات العليا وتمت المناقشة الحمد لله وحصلت على درجة الماجستير».

وعلى الرغم من ظروف الحرب التي يعيشها الشاب الثلاثيني ونزوحه مرتين حتى وصل إلى رفح واستشهاد عمه وتحطم منزله المكون من 5 طوابق بالكامل، وانهيار فرع البنك الذي يعمل به موظفًا في خان يونس، إلا أنّه لم يتراجع مرة عن استكمال حلمه في الحصول على رسالة الماجستير: «على هذه الأرض زي ما بيحكي درويش ما يستحق الحياة، ونحنا بنحب الحياة وبدّنا نعيش ونفكر في بكرة وتستمر العملية التعليمية، وربنا خلق فينا غريزة البقاء، وبنضل دايمًا بنسعى».

طالب الدراسات العليا يحلم باستكمال حلم الدكتوراه

كانت رسالة الماجستير بعنوان «أثر تخطيط التعاقب الوظيفي على الاحتفاظ بالكفاءات.. دراسة ميدانية على بنوك المحافظات الجنوبية في فلسطين»، ويشرح الباحث فكرة الرسالة: «فكرة الموضوع يُلامس قطاع غزة، وهو أنّه كيف توفر ناس بدلاء أو دكة احتياط من المستوى الثاني الإداري يحلوا محل الصف الأول من قادة المؤسسات في حال فقدان أي منهم، لأنّ في ظل الحرب عندنا لو مفيش حد يحل محل الصف الأول المؤسسة بحالها هتنهار».

وبعدما أصبح المستقبل شبه مجهول في غزة، يحلم صلاح محمد باستكمال حلم الدكتوراه في مصر إما بجامعة القاهرة أو جامعة المنصورة: «بفكر رسالة الدكتوراه تكون في موضوع جديد يكون متعلق بإدارة الطوارئ في ظل الحروب، ونطلع بتوصيات ونتائج تساعد قادة الرأي وأولي الأمر، ويكون في منهجية علمية قائمة على أسس تساعد في تطوير البلد، وكيف تتصرف في حالات الحرب والطوارئ».


الخبر الاصلي تجدة علي موقع اليوم السابع وقد قام فريق التحرير بنقل الخبر كما هو او ربما تم التعديل علية وجب التنوية عن مصدر الخبر احترما باعدة الحقوق الاصلية لنشر لاصحابها وموقع المنصة الاخبارية لن يتسني لة التحقق من جميع الاخبار المنشورة والمسؤلية تقع علي عاتق ناشريها بالموقع المشار الية سلفا وهو موقع اليوم السابع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى